من وحي ذكرى سنين
من وحي ذاك الزمان
من تلك السنين الجميلة
والأنهار والبساتين الخميلة
من وحي أيام ، نجزم أنها لا تعود ..
... ولن تعود
ومضيتُ
أحملُ عبئ حبكِ
الذي أثقلني
وقطعتُ
سوحاً بعيدة
عن كل ما أقلقني
ففرّطتِ لي يوماً
كنتُ أخشى لقاؤه
ردحاً طويل الزمن ِ
ومضى ذاك اللّقا
شدّاً لعاتي الزمن ِ
فكانَ ماكان
ياثقلي الثقيل
وضعتي في عَدن ِ
ومضيتُ
أشدو نحيباً
لغصةِ صدري
النحيل الشَجـِن ِ
فحالني
مثلُ العراجيب التي
قد فاتها الماءُ كثير الزمن ِ
فما عُدتُ أناجيكِ
ولا عدتُ
ذاك الفضا ، لأنني
كنتُ هائمَ
الوجدِ توّاقاً
مُسكبُ الدمع
كثيرُ الأنن ِ
وما عُدتُ أهجوكِ كما
كنتُ في ذاتِ يومٍ هاجَني
وإنني ما زلتُ أشكو
اللقا ..
ذاك الذي ضيّعني
مذ راح ذاك النجمُ
الذي
بغفلة الأيامِ نائني
حمّل قلبي دماً
ثاغباً
فترجّل الدنيا
ولم يودّعني
رغم تنائي بعده
لكنه ههنا
عندي ولم يجافِني
ومرايا البُعدِ لم
تُشضي وجهه
ولم أسلو صوته
الغض الطروبِ اللاحن ِ
فلَم أسلوه !!
من كثرِ ما نادني
وكثرُ ما قادني
وكثيراً ما ناجني
فذاك يا أبي الرحيمُ الذي
قد أعيا سفري وجائني
***
وعُذراً
فللدموعِ حجاب
ينوء بي عن الحروف والكتاب
شكوى سفر وفراق .... لأبي "رحمه الله"