مازلت أجهل ما الدموع وما النوى
حتى فقدتك فاستـفاق بي البــكا
عامان والقلب الجريح مـــمرغ
بالشوق يغشاه التصدع والــعمى
لا ما رأيت كمثل وجــهك كعبة
قد حجّها القمر المعـطر لا الورى
لا ما رأيت كمثل وجـهك جـنة
يتطّوف الريحان فيها والشــذى
أنتي التي نمتي على فرش الـهنا
وتركتني أقتات لحمــي والدمـا
ما عضت الأيام قبلي عاشــقـا
إلا تقاطر من مخالبـها الــدوا
لكنّ مثلي يســـتزاد عذابــه
عضٌ تُقَطّع من شراسته اللمـى
لا تبخلي إني فديتك مهجـــتي
مع بلبل الشوق الذي ما غـّردا
جودي على سحب السماء بدمعة
يتفتح النّوار منــها والمــدى
فكي القــيود فإن من قيدتــه
نجمٌ تعذر أن يقــــيده حدا
ومزيج نار من لهيب معــتم
قد بات يشعل من مدامعه الدجى
في كلّ يوم كان يقضي نحـبه
عضوٌ وآخر كان يقصيه الردى
حتى تبقى في حشاي مـمزق
ما كان يسعفه التحسر والرقى
من لي إذا ما الليل سهد جفني
الذبلان.. والصبحُ أتاه مـعذبا
إن كان قد عزّ اللقاء سـويعة
فلأرض محشر دارنا والملتقى